الجمل من الحيوانات المشهورة والتي لها أهمية خاصة في الجزائر , فهو يتواجد في كل مناطق الجنوب الجزائري كما يتواجد منه بعض القطعان جنوب ولاية النعامة . وهذه دراسة مختصرة للجمل .
الجمل حيوان أليف، استخدمه الإنسان منذ آلاف السنين، وقد حباه الله – عز وجل- بقدرات عظيمة تمكنه من تحمل السير لمسافات طويلة، فوق تلال الرمال الناعمة، وسط صحراء قاحلة يندر فيها الزرع والماء، وتكثر فيها الرياح والعواصف الرملية الشديدة؛ لذا أطلق عليه "سفينة الصحراء" .
وقد أمرنا الله – تعالى – في كتابه الكريم بأن نتفكر في خلق الإبل (أي الجمال)، ونتأمل قدرة الله وعظمته في خلق هذا الكائن العجيب الذي تكيف على العيش في الصحراء بصورة مدهشة، قال تعالى : أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (الغاشية 17)
وأول ما نعجب له، ويثير انتباهنا إذا ما نظرنا إلى الجمل هو ضخامة جسمه، وقوة بنيانه، وارتفاع قامته، وطول عنقه!! لكننا إذا دققنا النظر فيه أكثر فسوف نجد أشياء أخرى عجيبة ومدهشة !!!
• جسم الجمل :
للجمل جسم قوي كبير الحجم، ويتراوح وزن الجمل ما بين (450 : 650) كيلو جرامًا، وقد يزيد على ذلك، ويصل ارتفاعه إلى نحو المترين أو أكثر بقليل، ويحمل هذا الجسم الكبير أربع أرجل طويلة وقوية ترفع جسم الجمل بعيدًا عن حرارة الرمال الشديدة، كما تساعده على اتساع خطواته، وخفة حركته، وتنتهي كل رجل بوسادة عريضة من الدهن والألياف المرنة والتي يغلفها طبقة سميكة من الجلد، وهى تشبه نعل الحذاء وتسمى "الخف"، وبواسطة هذا الخف يستطيع الجمل أن يسير بسهولة فوق الرمال الناعمة دون أن تغوص أرجله فيها؛ لأنه يتفلطح (أي يتسع) بصورة مدهشة أثناء السير كما يستطيع الجمل أن يسير فوق الصخور الصلبة الشديدة الحرارة، دون أن يشعر بأي تعب أو ألم بواسطة هذا الخف السميك، الذي يكاد يكون الإحساس منعدم فيه تمامًا.
ورأس الجمل مستطيل الشكل ومتوسط الحجم، وله عينان كبيرتان تبصران جيدًا فى الليل والنهار، وهما محاطتان بأهداب (رموش) طويلة وكثيفة على الجفنين؛ تحميهما من الرمال وحرارة الشمس المحرقة، أما الأذنان فصغيرتان، ويغطيهما شعر كثيف من كل جانب، ليحميهما من رمال الصحراء، وللجمل حاسة سمع قوية جدًّا .
وفى مقدمة رأس الجمل يوجد أنفه، وهو عبارة عن شقين رفيعين يحيط بهما شعر كثيف يمنع دخول الرمال والأتربة إلى قصبته الهوائية، لكنه لا يمنع دخول الهواء في الوقت نفسه، كما يحيط بهما عضلات قوية تمكن الجمل من إغلاق فتحتي أنفه أو فتحهما متى شاء، وهكذا إذا ثارت عاصفة رملية أغلق الجمل عينيه، وثني أذنيه إلى الخلف، وقفل فتحتي أنفه، ومضى في طريقه في أمان وسلام لا يبالي بما يحدث حوله!!!
ونظرًا لضخامة الجمل وارتفاع قامته عن الأرض فقد خلق الله له رقبة طويلة، تمكنه من الوصول بسهولة إلى النباتات القصيرة التي تنتشر على الأرض، أو قضم أوراق الأشجار العالية
ويغطي جسم الجمل جلد سميك مكسو بالوبر، يحفظه كثيرًا من حرارة الشمس، وقذائف الرمال اللاسعة .
وسنام الجمل هو أكثر ما يميز شكله عن باقي الحيوانات، وهو عبارة عن مخزن كبير للدهون يتكون فوق ظهره على شكل هرمي، وهو مفيد جًّدا له؛ فعندما يتعرض الجمل للجوع أو العطش الشديد يقوم بتحويل ما يحتاج إليه من هذا الدهن إلى غذاء وماء، وبذلك يمكنه أن يصبر على الجوع والعطش لعدة أيام، كما يحمى السنام جسم الجمل من أشعة الشمس؛ حيث يعمل كحاجز يمنع وصول تلك الأشعة إلى بقية أجزاء جسم الجمل مباشرة .
• طعام الجمل :
ويتغذى الجمل كسائر الحيوانات العشبية على الحشائش، وأوراق الشجر، والأغصان اللينة، والحبوب والثمار، وغيرها من النباتات إلا أنه يستطيع أن يأكل النباتات الشوكية، والأعشاب الجافة التي لا تستطيع كثير من الحيوانات تناولها، فقد أعطاه الله أسنانًا قوية خاصة فكه السفلي ، وفمًا مبطنًا من الداخل يتحمل تلك الأشواك الجافة أثناء مضغها، وشفتين غليظتين قويتين خاصة شفته العليا المشقوقة، والتي تمكنه من جمع الأشواك الجافة بكفاءة عالية، والجمل من الحيوانات المجترة ،أي التي تقوم بترجيع بعض الطعام الذي تناولته من قبل من معدتها إلى فمها؛ لتمضغه جيدا مرة أخرى، ثم تبتلعه في معدتها ثانية فيسهل بذلك هضمه .
• تحمل العطش :
وللجمل قدرة عجيبة على تحمل العطش، بل إنه يضرب به المثل في ذلك !! ففي فصلى الشتاء والربيع يمكن للجمل أن يعيش مدة طويلة تتراوح ما بين شهرين إلى أربعة أشهر دون أن يشرب الماء، ويكتفي بما يأكله من نباتات خضراء غنية بالماء، أما في فصل الصيف الحار فيمكنه أن يتحمل العطش مدة تتراوح ما بين ستة أيام إلى عشرة، وقد تزيد على ذلك فتصل إلى أسبوعين أو أكثر، ويرجع ذلك إلى عدة أشياء يتمتع بها الجمل دون سائر الحيوانات، فهو يستطيع أن يحافظ على ماء جسمه بكفاءة عالية فلا يفقد منه إلا القليل، إذ إنه لا يتنفس من فمه، ولا يلهث أبدًا مهما اشتد الحر، وهو بذلك يتجنب تبخر كميات كبيرة من ماء جسمه عن طريق الفم، كما تقوم الكليتان بدور كبير في اقتصاد الماء الموجود داخل الجسم بصورة مذهلة، ولا تخرجان إلا كمية بول قليلة جدًّا إلى حد ما، ولكن أعجب ما في الجمل هو قلة عرقه إلى أدنى حد ممكن؛ إذ إنه لا يعرق إلا إذا تجاوزت درجة حرارة جسمه نحو (41ْم) تقريبًا، وهذه ميزة عظيمة تمكن الجمل من الاحتفاظ بالماء داخل جسمه أطول فترة ممكنة !!!
فتعالى الله أحسن الخالقين .
الجمل حيوان أليف، استخدمه الإنسان منذ آلاف السنين، وقد حباه الله – عز وجل- بقدرات عظيمة تمكنه من تحمل السير لمسافات طويلة، فوق تلال الرمال الناعمة، وسط صحراء قاحلة يندر فيها الزرع والماء، وتكثر فيها الرياح والعواصف الرملية الشديدة؛ لذا أطلق عليه "سفينة الصحراء" .
وقد أمرنا الله – تعالى – في كتابه الكريم بأن نتفكر في خلق الإبل (أي الجمال)، ونتأمل قدرة الله وعظمته في خلق هذا الكائن العجيب الذي تكيف على العيش في الصحراء بصورة مدهشة، قال تعالى : أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (الغاشية 17)
وأول ما نعجب له، ويثير انتباهنا إذا ما نظرنا إلى الجمل هو ضخامة جسمه، وقوة بنيانه، وارتفاع قامته، وطول عنقه!! لكننا إذا دققنا النظر فيه أكثر فسوف نجد أشياء أخرى عجيبة ومدهشة !!!
• جسم الجمل :
للجمل جسم قوي كبير الحجم، ويتراوح وزن الجمل ما بين (450 : 650) كيلو جرامًا، وقد يزيد على ذلك، ويصل ارتفاعه إلى نحو المترين أو أكثر بقليل، ويحمل هذا الجسم الكبير أربع أرجل طويلة وقوية ترفع جسم الجمل بعيدًا عن حرارة الرمال الشديدة، كما تساعده على اتساع خطواته، وخفة حركته، وتنتهي كل رجل بوسادة عريضة من الدهن والألياف المرنة والتي يغلفها طبقة سميكة من الجلد، وهى تشبه نعل الحذاء وتسمى "الخف"، وبواسطة هذا الخف يستطيع الجمل أن يسير بسهولة فوق الرمال الناعمة دون أن تغوص أرجله فيها؛ لأنه يتفلطح (أي يتسع) بصورة مدهشة أثناء السير كما يستطيع الجمل أن يسير فوق الصخور الصلبة الشديدة الحرارة، دون أن يشعر بأي تعب أو ألم بواسطة هذا الخف السميك، الذي يكاد يكون الإحساس منعدم فيه تمامًا.
ورأس الجمل مستطيل الشكل ومتوسط الحجم، وله عينان كبيرتان تبصران جيدًا فى الليل والنهار، وهما محاطتان بأهداب (رموش) طويلة وكثيفة على الجفنين؛ تحميهما من الرمال وحرارة الشمس المحرقة، أما الأذنان فصغيرتان، ويغطيهما شعر كثيف من كل جانب، ليحميهما من رمال الصحراء، وللجمل حاسة سمع قوية جدًّا .
وفى مقدمة رأس الجمل يوجد أنفه، وهو عبارة عن شقين رفيعين يحيط بهما شعر كثيف يمنع دخول الرمال والأتربة إلى قصبته الهوائية، لكنه لا يمنع دخول الهواء في الوقت نفسه، كما يحيط بهما عضلات قوية تمكن الجمل من إغلاق فتحتي أنفه أو فتحهما متى شاء، وهكذا إذا ثارت عاصفة رملية أغلق الجمل عينيه، وثني أذنيه إلى الخلف، وقفل فتحتي أنفه، ومضى في طريقه في أمان وسلام لا يبالي بما يحدث حوله!!!
ونظرًا لضخامة الجمل وارتفاع قامته عن الأرض فقد خلق الله له رقبة طويلة، تمكنه من الوصول بسهولة إلى النباتات القصيرة التي تنتشر على الأرض، أو قضم أوراق الأشجار العالية
ويغطي جسم الجمل جلد سميك مكسو بالوبر، يحفظه كثيرًا من حرارة الشمس، وقذائف الرمال اللاسعة .
وسنام الجمل هو أكثر ما يميز شكله عن باقي الحيوانات، وهو عبارة عن مخزن كبير للدهون يتكون فوق ظهره على شكل هرمي، وهو مفيد جًّدا له؛ فعندما يتعرض الجمل للجوع أو العطش الشديد يقوم بتحويل ما يحتاج إليه من هذا الدهن إلى غذاء وماء، وبذلك يمكنه أن يصبر على الجوع والعطش لعدة أيام، كما يحمى السنام جسم الجمل من أشعة الشمس؛ حيث يعمل كحاجز يمنع وصول تلك الأشعة إلى بقية أجزاء جسم الجمل مباشرة .
• طعام الجمل :
ويتغذى الجمل كسائر الحيوانات العشبية على الحشائش، وأوراق الشجر، والأغصان اللينة، والحبوب والثمار، وغيرها من النباتات إلا أنه يستطيع أن يأكل النباتات الشوكية، والأعشاب الجافة التي لا تستطيع كثير من الحيوانات تناولها، فقد أعطاه الله أسنانًا قوية خاصة فكه السفلي ، وفمًا مبطنًا من الداخل يتحمل تلك الأشواك الجافة أثناء مضغها، وشفتين غليظتين قويتين خاصة شفته العليا المشقوقة، والتي تمكنه من جمع الأشواك الجافة بكفاءة عالية، والجمل من الحيوانات المجترة ،أي التي تقوم بترجيع بعض الطعام الذي تناولته من قبل من معدتها إلى فمها؛ لتمضغه جيدا مرة أخرى، ثم تبتلعه في معدتها ثانية فيسهل بذلك هضمه .
• تحمل العطش :
وللجمل قدرة عجيبة على تحمل العطش، بل إنه يضرب به المثل في ذلك !! ففي فصلى الشتاء والربيع يمكن للجمل أن يعيش مدة طويلة تتراوح ما بين شهرين إلى أربعة أشهر دون أن يشرب الماء، ويكتفي بما يأكله من نباتات خضراء غنية بالماء، أما في فصل الصيف الحار فيمكنه أن يتحمل العطش مدة تتراوح ما بين ستة أيام إلى عشرة، وقد تزيد على ذلك فتصل إلى أسبوعين أو أكثر، ويرجع ذلك إلى عدة أشياء يتمتع بها الجمل دون سائر الحيوانات، فهو يستطيع أن يحافظ على ماء جسمه بكفاءة عالية فلا يفقد منه إلا القليل، إذ إنه لا يتنفس من فمه، ولا يلهث أبدًا مهما اشتد الحر، وهو بذلك يتجنب تبخر كميات كبيرة من ماء جسمه عن طريق الفم، كما تقوم الكليتان بدور كبير في اقتصاد الماء الموجود داخل الجسم بصورة مذهلة، ولا تخرجان إلا كمية بول قليلة جدًّا إلى حد ما، ولكن أعجب ما في الجمل هو قلة عرقه إلى أدنى حد ممكن؛ إذ إنه لا يعرق إلا إذا تجاوزت درجة حرارة جسمه نحو (41ْم) تقريبًا، وهذه ميزة عظيمة تمكن الجمل من الاحتفاظ بالماء داخل جسمه أطول فترة ممكنة !!!
فتعالى الله أحسن الخالقين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق