(
هل هو فياغرا طبيعية أم مجرد وسيلة لمتعة الصيد بالصقور
هي أسطورة طائر فريد من نوعه وإحدى السُلالات المُهددة بالانقراض، جميل في شكله، ومُتعب جدا في اصطياده، له مميزات خاصة، فيكفي أنه الطائر الوحيد الذي يؤدي "رقصة التزاوج" في لوحة فنية رائعة، جعلت منه قصة عشق أبدية لسكان الصحارى، حيكت من حوله الكثير من الخرافات بدءا من فوائد كبده السحرية ووصولا إلى الخرافات حول احتواء أحشائه على جواهر ثمينة.. فما هي حقيقة هذا الطائر اللغز؟
"الشروق" وبالتنسيق مع مركز الإمارات لتكاثر الطيور والمحميات، قررت التوغل في أول محمية تقع بمنطقة البيض، وبالضبط بالأبيض سيدي الشيخ على بعد أكثر من 120 كلم من البيض، منطقة صحراوية ذات مناخ حار جدا وبيئة صعبة وقاسية، لكنها المنطقة الوحيدة بجزائرننا التي اختارها هذا الطائر عشا كبيرا لحياته.
قصة رقصة التزاوج
ليس سهلا أن تجعل من طائر حر يعشق الصحارى والرياح الساخنة، طائرا سجينا داخل قفص حديدي وأليفا للإنسان، لكن معادلة المحمية وسهرها على تكاثر هذا الطائر اصطناعيا، مكنت من إنتاج أعداد هائلة من هذا الطائر في سبيل الحفاظ عليه من الانقراض.
في البداية، يبحث العلماء عن أفضل السُبل لإنتاج حبارى في الأسر، حيث تتم أولا عملية تجميع الحيوانات المنوية من الطيور الذكور، وذلك بواسطة دمية تشبه لحد بعيد الطائر الأنثى، ويتم رميها في قفص الطائر الذكر، ليبدأ هذا الأخير في "رقصة التزاوج" ويرسم بذلك سنفونية رائعة لطائر يبدأ في نفخ ريش رقبته والدوران في شكل يشبه رقصا بديعا، وفي اعتقاده أن الدمية التي أمامه أنثى، ليتم بعدها جمع السائل المنوي، ويوضع مباشرة داخل أنابيب صغيرة.
يؤخذ السائل المنوي إلى مخبر التلقيح الصناعي بالمحمية، حيث يتكفل الطبيب البيطري بعملية تحليل السائل المنوي ودراسة الهرمونات الجنسية من حيث النمو، التكاثر والبقاء على قيد الحياة، وحسب الطبيب علاء فقد يصلح السائل المنوي للبقاء لمدة سنة، لكنه في كثير من الأحيان تُلقح الأنثى به مباشرة لأجل ضمان السلامة، ويمكن لسائل منوي لذكر طائر حبار واحد أن يلقح نحو 13 أنثى.
ويتم إفراغ معلومات السائل المنوي في جهاز الكمبيوتر لأجل حفظها، وبعد دراسة السائل المنوي وتحليلها يتوجه فريق الباحثين إلى أقفاص الإناث لأجل تلقيحها اصطناعيا بالسائل المنوي بواسطة معدات هي الأخرى غاية في السلامة، لأن أي خطأ قد يجعل الأنثى لا تبيض.
وعلى الرغم من أن هذه العملية صعبة فإنها تساعد على التكاثر والتكيف والبقاء لإنتاج ذرية في الطبيعة، حيث أن الجهود المبذولة من قبل الباحثين تعمل على توثيق المعلومات من جراء استخدام أساليب التكاثر الصناعي في الأسر من أجل تحسين نتائج برنامج المحافظة على الطائر وتكاثره.
بعد عملية تلقيح الإناث اصطناعيا، ينتظر كل يوم صباح فريق الباحثين البيض حيث يُجمع بعناية كبيرة داخل علب مجهزة خصيصا لنقل البيض مباشرة من القفص.
وتبدأ الحكاية ... من البيضة إلى القفص
بعد عملية تلقيح الإناث بالسائل المنوي، تكون رحلة إنتاج طائر الحبار قد بدأت حيث يتم يوميا اخذ البيض وعدم تركه داخل القفص في محاولة لحث الأنثى مجددا على المبيض، وبعدها يتم وضع البيض في حاضنات اصطناعية حيث يسهر عليها فريق آخر لأجل مراقبتها 24 ساعة يوميا وعلى مدار الأسبوع، وتوفير الجو المناسب لها لأجل الحصول على فراخ سليمة.
تؤخذ الفراخ إلى أرضية من الرمل الرقيق، وذلك لأن تربية صغار الحبارى على ركائز -أرضية صناعية- يؤدي إلى حدوث إعاقة وتشوه -في الساق- وقد طور المركز أحسن وأنسب مكان للمحافظة عليها، وذلك بوضعها في أقفاص ذات أرضية مخصصة لها بعناية بالغة الأهمية تحتوي على مكيفات لأجل تأقلمها، وأرضية تحتوي على حصى رملية تساعده على النمو.
لكن ماذا يأكل هذا الصغير وقد خرج لتوه من بيضة وليس من حوله أمه؟ يسهر فريق كامل من عمال وموظفين وباحثين وأطباء على إعداد الغذاء اللازم لصغار طيور الحبار.
غذاء كامل لطائر مدلل
تتغذى معظم طيور الحبار على ما تجده في البيئة المحيطة بها، وتتضمن وجبات الحبار الجراد، صرار الليل، براعم النباتات الصغيرة، بذور الفاكهة والأزهار والحيوانات الفقارية الصغيرة وغيرها.
أما صغار الحبار فتأكل أساساً الحشرات، ومن الملاحظ أن الحبارى في مناطق تكاثرها تركز على البروتينات كطعام، وذلك لبناء الشحم في الجسم للتكاثر، وأيضا قبل الهجرة إلى مناطق الشتاء وذلك لمساعدتها على قطع المسافات الطويلة بالاعتماد على الشحم المخزن في الجسم.
لكن وسط المحمية وقد خرجت الفراخ الصغيرة لتوها من البيضة، فهي بحاجة إلى البروتينات اللازمة لكبرها ونموها.
لهذا يقوم مركز الإمارات لتكاثر الطيور والمحميات على جلب غذاء متكامل من بريطانيا، إلى جانب مختبر لتكاثر ديدان من البروتينات داخل مصنع مصغر لتكاثر "الديدان" يسهر عليه هو الآخر فريق من العمال مهمتهم السهر على تربية ديدان لتقدم لقمة وغذاء سهلا لطائر الحبار في الأسر.
طائر الحبار .. بين الحقيقة والإشاعة؟
الحبار هو طائر من بين أكثر الطيور التي تعلق بها الإنسان وأحبها. والعلاقة بين هذا الطائر البديع والإنسان في البيئة غائرة في القدم حيث تعتبر سرعة الحبارى ومناورتها وطرق التخفي من الصقر من أهم اللحظات على الإطلاق في رياضة الصيد بالصقور العريقة الموغلة في القدم والتي تعتبر فلكلورا.
وقال عاملون داخل المركز إن ندرة هذا الطائر جعلت الكثيرين يحيكون من حوله الكثير من الإشاعات والخرافات، ومن بين تلك الإشاعات أن أحشاءه تحتوي على مجوهرات ثمينة عادة ما يصطادها هذا الطائر في رحلة بحثه عن الطعام، وقال عالمون وباحثون داخل المركز إنها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة.
من جهة أخرى، تحاك أسطورة أخرى حول كبد هذا الطائر، حيث يقال إن في تناولها "فياغرا طبيعية" ولهذا يقبلون على صيده. أما العلماء والباحثون الموجودون بالمحمية فيؤكدون عدم صحة هذه الإشاعات حيث أن كل شيء نادر وصعب تحاك من حوله الأساطير، فهذا الطائر في تربيته متاعب وهو إن ترك في الطبيعة لا يبيض إلاّ بيضتين في السنة، وإشاعة كبده السحرية لا أساس لها من الصحة.
طائر الحبار في سطور
الحبارى طيور برية يتراوح وزنها بين 1,5 و2,5 كيلو غرام، والذكور منها أكبر بصورة عامة من الإناث، وتستوطن السهول المفتوحة والمناطق شبه الصحراوية في العالم، على الرغم من أن بعض الأنواع الإفريقية تحتل مناطق تكثر فيها الأشجار الشوكية الكثيفة.
وتفتقر طيور الحبارى إلى وجود حوصلة وغدد لتنظيف الريش (الحبارى تعتني بريشها ولكنها لا تستطيع دهنه، وبدلاً من ذلك فإنها تغطيه بمادة سهلة الإزالة تساعد مع حمام التراب على بقاء الريش نظيفا).
وللذكور ريش استعراضي جميل، وتكون الأجزاء العليا عادة ذات ألوان مضللة للتخفي، أما الأجزاء السفلى فإن ألوانها قد تكون بيضاء أو صفراء، برتقالية أو سوداء، ويزين طائر الحبار العرف والشوارب وريش الرقبة التي يقوم بنفخها باستخدام نسيج تحت الجلد.
تقضي طيور الحبارى أكثر أوقاتها مشياً، إلا أنها تعتبر من الطيور القادرة على التحليق بقوة وسرعة كبيرة، وخاصة إذا ما أحست بالخطر.
مدير عام الشركة الجزائرية الإماراتية للاستثمار فؤاد الرفاعي لـ "الشروق":
"على السلطات الجزائرية مساعدتنا لمنع الصيد العشوائي لطائر الحبار"
أكد الدكتور فؤاد الرفاعي أن الغاية من إنشاء هذه المحمية الخاصة والأولى من نوعها في الجزائر، وبالضبط في منطقة البيض، لأجل حماية وتكاثر هذا الطائر، مؤكدا أن الغاية من إنشاء هذه المحمية التي تأسست العام 2007 يأتي بالدرجة الأولى لأجل تكاثر وتربية طائر الحبار بالمنطقة في محاولة لعدم انقراضه، ودعا المتحدث السلطات الجزائرية إلى التدخل لفرض رقابتها على الصيد العشوائي لطائر الحبار بالمنطقة، بل وجه نداء عبر "الشروق" لأجل منع صيد هذا الطائر في ولاية البيض، حيث أكد أن الصيادين يأتون بجوار المحمية في ولاية البيض لغرض اصطياد هذا الطائر ولفترات طويلة.
وأكد الدكتور فؤاد الرفاعي أنه منذ إنشاء المحمية تم إطلاق 500 طائر حبار، ومن المنتظر أن يسعى المركز إلى إطلاق عدد أكبر من الطيور خلال هذا الموسم.
مدني جبار مسؤول المحمية للشروق
نسهر على هذا الطائر في عمل علمي بحت لا ربح من ورائه
قال مسؤول المحمية بالبيض، مدني جابر، إن مهمته داخل المحمية تتمثل في السهر على تكاثر وتربية هذا الطائر، مشيرا إلى أن المحمية الخاصة بهذا الطائر هدفها علمي بحت، حيث يوجد بالمحمية باحثون وأطباء وعمال من بينهم موظفون من جنسيات مختلفة، الغرض من عملهم ضمان تربية هذا الطائر والحفاظ على سلالته من الانقراض، حيث بدأ هذا المركز بجلب عدد محدد من البيض من الصحارى، ليتطور ويصبح محمية كبيرة ساعدت الموسم الماضي في إطلاق نحو 500 طائر حبار.
علاء جودي (طبيب وباحث داخل المركز):
"أبحاثنا علمية لغرض تكاثر هذا الطائر والحفاظ عليه"
قال علاء جودي، وهو طبيب وباحث، إن مهمته في هذا المركز تهدف إلى القيام بتحاليل "السائل المنوي" وكل الأبحاث المتعلقة بتكاثر هذا الطائر، والعمل على التلقيح الاصطناعي، وذلك بهدف تكاثر الطائر والحفاظ على سلامته، كما تهدف الأبحاث من جهة أخرى إلى تقليل فرص وفاة هذا الطائر في الصحارى، وإجراء دراسات علمية، مشيرا إلى أن لكل طائر حبار منذ ولادته معلومات خاصة به بدءا من السائل المنوي، ثم البويضة، ثم الولادة، وتوثق كل المعلومات داخل جهاز الكمبيوتر.
قصة رقصة التزاوج
ليس سهلا أن تجعل من طائر حر يعشق الصحارى والرياح الساخنة، طائرا سجينا داخل قفص حديدي وأليفا للإنسان، لكن معادلة المحمية وسهرها على تكاثر هذا الطائر اصطناعيا، مكنت من إنتاج أعداد هائلة من هذا الطائر في سبيل الحفاظ عليه من الانقراض.
في البداية، يبحث العلماء عن أفضل السُبل لإنتاج حبارى في الأسر، حيث تتم أولا عملية تجميع الحيوانات المنوية من الطيور الذكور، وذلك بواسطة دمية تشبه لحد بعيد الطائر الأنثى، ويتم رميها في قفص الطائر الذكر، ليبدأ هذا الأخير في "رقصة التزاوج" ويرسم بذلك سنفونية رائعة لطائر يبدأ في نفخ ريش رقبته والدوران في شكل يشبه رقصا بديعا، وفي اعتقاده أن الدمية التي أمامه أنثى، ليتم بعدها جمع السائل المنوي، ويوضع مباشرة داخل أنابيب صغيرة.
يؤخذ السائل المنوي إلى مخبر التلقيح الصناعي بالمحمية، حيث يتكفل الطبيب البيطري بعملية تحليل السائل المنوي ودراسة الهرمونات الجنسية من حيث النمو، التكاثر والبقاء على قيد الحياة، وحسب الطبيب علاء فقد يصلح السائل المنوي للبقاء لمدة سنة، لكنه في كثير من الأحيان تُلقح الأنثى به مباشرة لأجل ضمان السلامة، ويمكن لسائل منوي لذكر طائر حبار واحد أن يلقح نحو 13 أنثى.
ويتم إفراغ معلومات السائل المنوي في جهاز الكمبيوتر لأجل حفظها، وبعد دراسة السائل المنوي وتحليلها يتوجه فريق الباحثين إلى أقفاص الإناث لأجل تلقيحها اصطناعيا بالسائل المنوي بواسطة معدات هي الأخرى غاية في السلامة، لأن أي خطأ قد يجعل الأنثى لا تبيض.
وعلى الرغم من أن هذه العملية صعبة فإنها تساعد على التكاثر والتكيف والبقاء لإنتاج ذرية في الطبيعة، حيث أن الجهود المبذولة من قبل الباحثين تعمل على توثيق المعلومات من جراء استخدام أساليب التكاثر الصناعي في الأسر من أجل تحسين نتائج برنامج المحافظة على الطائر وتكاثره.
بعد عملية تلقيح الإناث اصطناعيا، ينتظر كل يوم صباح فريق الباحثين البيض حيث يُجمع بعناية كبيرة داخل علب مجهزة خصيصا لنقل البيض مباشرة من القفص.
وتبدأ الحكاية ... من البيضة إلى القفص
بعد عملية تلقيح الإناث بالسائل المنوي، تكون رحلة إنتاج طائر الحبار قد بدأت حيث يتم يوميا اخذ البيض وعدم تركه داخل القفص في محاولة لحث الأنثى مجددا على المبيض، وبعدها يتم وضع البيض في حاضنات اصطناعية حيث يسهر عليها فريق آخر لأجل مراقبتها 24 ساعة يوميا وعلى مدار الأسبوع، وتوفير الجو المناسب لها لأجل الحصول على فراخ سليمة.
تؤخذ الفراخ إلى أرضية من الرمل الرقيق، وذلك لأن تربية صغار الحبارى على ركائز -أرضية صناعية- يؤدي إلى حدوث إعاقة وتشوه -في الساق- وقد طور المركز أحسن وأنسب مكان للمحافظة عليها، وذلك بوضعها في أقفاص ذات أرضية مخصصة لها بعناية بالغة الأهمية تحتوي على مكيفات لأجل تأقلمها، وأرضية تحتوي على حصى رملية تساعده على النمو.
لكن ماذا يأكل هذا الصغير وقد خرج لتوه من بيضة وليس من حوله أمه؟ يسهر فريق كامل من عمال وموظفين وباحثين وأطباء على إعداد الغذاء اللازم لصغار طيور الحبار.
غذاء كامل لطائر مدلل
تتغذى معظم طيور الحبار على ما تجده في البيئة المحيطة بها، وتتضمن وجبات الحبار الجراد، صرار الليل، براعم النباتات الصغيرة، بذور الفاكهة والأزهار والحيوانات الفقارية الصغيرة وغيرها.
أما صغار الحبار فتأكل أساساً الحشرات، ومن الملاحظ أن الحبارى في مناطق تكاثرها تركز على البروتينات كطعام، وذلك لبناء الشحم في الجسم للتكاثر، وأيضا قبل الهجرة إلى مناطق الشتاء وذلك لمساعدتها على قطع المسافات الطويلة بالاعتماد على الشحم المخزن في الجسم.
لكن وسط المحمية وقد خرجت الفراخ الصغيرة لتوها من البيضة، فهي بحاجة إلى البروتينات اللازمة لكبرها ونموها.
لهذا يقوم مركز الإمارات لتكاثر الطيور والمحميات على جلب غذاء متكامل من بريطانيا، إلى جانب مختبر لتكاثر ديدان من البروتينات داخل مصنع مصغر لتكاثر "الديدان" يسهر عليه هو الآخر فريق من العمال مهمتهم السهر على تربية ديدان لتقدم لقمة وغذاء سهلا لطائر الحبار في الأسر.
طائر الحبار .. بين الحقيقة والإشاعة؟
الحبار هو طائر من بين أكثر الطيور التي تعلق بها الإنسان وأحبها. والعلاقة بين هذا الطائر البديع والإنسان في البيئة غائرة في القدم حيث تعتبر سرعة الحبارى ومناورتها وطرق التخفي من الصقر من أهم اللحظات على الإطلاق في رياضة الصيد بالصقور العريقة الموغلة في القدم والتي تعتبر فلكلورا.
وقال عاملون داخل المركز إن ندرة هذا الطائر جعلت الكثيرين يحيكون من حوله الكثير من الإشاعات والخرافات، ومن بين تلك الإشاعات أن أحشاءه تحتوي على مجوهرات ثمينة عادة ما يصطادها هذا الطائر في رحلة بحثه عن الطعام، وقال عالمون وباحثون داخل المركز إنها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة.
من جهة أخرى، تحاك أسطورة أخرى حول كبد هذا الطائر، حيث يقال إن في تناولها "فياغرا طبيعية" ولهذا يقبلون على صيده. أما العلماء والباحثون الموجودون بالمحمية فيؤكدون عدم صحة هذه الإشاعات حيث أن كل شيء نادر وصعب تحاك من حوله الأساطير، فهذا الطائر في تربيته متاعب وهو إن ترك في الطبيعة لا يبيض إلاّ بيضتين في السنة، وإشاعة كبده السحرية لا أساس لها من الصحة.
طائر الحبار في سطور
الحبارى طيور برية يتراوح وزنها بين 1,5 و2,5 كيلو غرام، والذكور منها أكبر بصورة عامة من الإناث، وتستوطن السهول المفتوحة والمناطق شبه الصحراوية في العالم، على الرغم من أن بعض الأنواع الإفريقية تحتل مناطق تكثر فيها الأشجار الشوكية الكثيفة.
وتفتقر طيور الحبارى إلى وجود حوصلة وغدد لتنظيف الريش (الحبارى تعتني بريشها ولكنها لا تستطيع دهنه، وبدلاً من ذلك فإنها تغطيه بمادة سهلة الإزالة تساعد مع حمام التراب على بقاء الريش نظيفا).
وللذكور ريش استعراضي جميل، وتكون الأجزاء العليا عادة ذات ألوان مضللة للتخفي، أما الأجزاء السفلى فإن ألوانها قد تكون بيضاء أو صفراء، برتقالية أو سوداء، ويزين طائر الحبار العرف والشوارب وريش الرقبة التي يقوم بنفخها باستخدام نسيج تحت الجلد.
تقضي طيور الحبارى أكثر أوقاتها مشياً، إلا أنها تعتبر من الطيور القادرة على التحليق بقوة وسرعة كبيرة، وخاصة إذا ما أحست بالخطر.
مدير عام الشركة الجزائرية الإماراتية للاستثمار فؤاد الرفاعي لـ "الشروق":
"على السلطات الجزائرية مساعدتنا لمنع الصيد العشوائي لطائر الحبار"
أكد الدكتور فؤاد الرفاعي أن الغاية من إنشاء هذه المحمية الخاصة والأولى من نوعها في الجزائر، وبالضبط في منطقة البيض، لأجل حماية وتكاثر هذا الطائر، مؤكدا أن الغاية من إنشاء هذه المحمية التي تأسست العام 2007 يأتي بالدرجة الأولى لأجل تكاثر وتربية طائر الحبار بالمنطقة في محاولة لعدم انقراضه، ودعا المتحدث السلطات الجزائرية إلى التدخل لفرض رقابتها على الصيد العشوائي لطائر الحبار بالمنطقة، بل وجه نداء عبر "الشروق" لأجل منع صيد هذا الطائر في ولاية البيض، حيث أكد أن الصيادين يأتون بجوار المحمية في ولاية البيض لغرض اصطياد هذا الطائر ولفترات طويلة.
وأكد الدكتور فؤاد الرفاعي أنه منذ إنشاء المحمية تم إطلاق 500 طائر حبار، ومن المنتظر أن يسعى المركز إلى إطلاق عدد أكبر من الطيور خلال هذا الموسم.
مدني جبار مسؤول المحمية للشروق
نسهر على هذا الطائر في عمل علمي بحت لا ربح من ورائه
قال مسؤول المحمية بالبيض، مدني جابر، إن مهمته داخل المحمية تتمثل في السهر على تكاثر وتربية هذا الطائر، مشيرا إلى أن المحمية الخاصة بهذا الطائر هدفها علمي بحت، حيث يوجد بالمحمية باحثون وأطباء وعمال من بينهم موظفون من جنسيات مختلفة، الغرض من عملهم ضمان تربية هذا الطائر والحفاظ على سلالته من الانقراض، حيث بدأ هذا المركز بجلب عدد محدد من البيض من الصحارى، ليتطور ويصبح محمية كبيرة ساعدت الموسم الماضي في إطلاق نحو 500 طائر حبار.
علاء جودي (طبيب وباحث داخل المركز):
"أبحاثنا علمية لغرض تكاثر هذا الطائر والحفاظ عليه"
قال علاء جودي، وهو طبيب وباحث، إن مهمته في هذا المركز تهدف إلى القيام بتحاليل "السائل المنوي" وكل الأبحاث المتعلقة بتكاثر هذا الطائر، والعمل على التلقيح الاصطناعي، وذلك بهدف تكاثر الطائر والحفاظ على سلامته، كما تهدف الأبحاث من جهة أخرى إلى تقليل فرص وفاة هذا الطائر في الصحارى، وإجراء دراسات علمية، مشيرا إلى أن لكل طائر حبار منذ ولادته معلومات خاصة به بدءا من السائل المنوي، ثم البويضة، ثم الولادة، وتوثق كل المعلومات داخل جهاز الكمبيوتر.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
حذف